The best Side of التغطية الإعلامية




فضلًا عن ذلك، يُقدِّم النص تعابير تمثِّل تفاصيل دالَّة، مثل "تحصنوا في المباني" و"حاولوا مهاجمة القوات"، والتي تُسوِّغ استخدام القوة العسكرية لمواجهة الفلسطينيين، وتُقدِّم قوات الجيش الإسرائيلي "في حالة دفاع ضروري".

واحدة من أهم سمات مبادئ ومعايير حقوق الإنسان أنها مترابطة ولا تقبل التجزئة، ويمكننا أن نرى ذلك في سياق تناولنا للحق في الصحة، الذي لا يتيسر التمتع التام به إلا بتوفر حقوق أخرى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بإعماله واحترامه وحمايته، كتهيئة البيئة المناسبة لأن يعيش الناس أصحاء ومعافيين، وتشمل الحق في المأكل، والمياه الصالحة للشرب، والسكن الملائم، والعمل، والتعليم، والكرامة الإنسانية، والحياة، وعدم التمييز، والمساواة وتكافؤ الفرص في الاستفادة من نظام الحماية الصحية، والحق في أن يكون في مأمن من التعذيب، أو إجراء تجارب طبية عليه بدون رضاه، والخصوصية، والوصول إلى المعلومات، وحرية تكوين الجمعيات، والتجمع، والتنقل، والبيئة السليمة، فهذه الحقوق والحريات وغيرها هي جوانب لا تتجزأ من الحق في الصحة.

بما أن الصحافة تسعى إلى تعزيز حق الجمهور في المعرفة، وتمكينه من تحديد الموقف الذي يناسبه من بين زوايا التغطية الصحفية واتجاهاتها، مع الحرص على عدم إحداث انتهاكات جسيمة قد تلحق بالأفراد أو المجتمع أو المصادر، فلا غرو أن تنشأ من بين عمليتي الاتصال وتحقيق الغاية والتأثير هاتين، ضرورة ملحة إلى وضع مبادئ ومعايير أخلاقية يتعهدها الصحفيون ومؤسساتهم بالرعاية والاحترام والتطبيق على المستوى الفردي والجماعي بدءا من تخطيط المحتوى الإعلامي وانتاجه، واتخاذ القرار بنشره، بما يسهم في تعزيز الثقة بين الجمهور والصحافة، وما يحقق الصالح العام، وتستمد هذه المبادئ والمعايير الأخلاقية من القيم الدينية والثقافية والأعراف الراسخة للمجتمعات والأمم، التي ظلت تفرض إطارا قيمياً ملحوظا بل وملموسا خلال المراحل التاريخية المنظورة لتطور العمل الصحفي حول العالم.

انظر هذه المقالة باللغة العربية التي تدين سياسات وزارة القوى العاملة تجاه عمال المنازل (رابط)

ولكن، أضحى هذا الأمر من الماضي الذي طوته فتوحات التقنية والإمكانات التكنولوجية الهائلة. ففي يومنا هذا، تعمل الهواتف الشخصية الجوالة على توفير بديل فعال وممتع، وتسجيل لحظات ثمينة وحيّة من قلب الحدث لذوي الحجاج، وهم يشاركونهم تفاصيل تنقلاتهم وابتهالاتهم، أولاً بأول.

مع أهمية بناء علاقات وقنوات من التواصل الفعال مع المنتجين الآخرين الذين يتسمون في تقديم بعض التغطيات الإخبارية وخاصة عند عملية نقل الموضوعات الإخبارية بشكل مباشر، كما يتم بثها على الهواء مباشرة، بحيث يتطلب من رئيس قسم التحرير استقبال الرسائل الإعلامية، ومن ‏ثم العمل على إعادة تحليلها بشكل واسع يتناسب مع سياسة الإعلامية.

 تحتل السعودية الرتب الأولى في استخدام تطبيق سناب شات وتحقق أعلى وقت مشاهدة للفرد على يوتيوب- أكثر من أي بلد في العالم.

وهنا يمكن أن نستنتج أيضًا كيف تؤثر الأحداث العالمية الكبرى في توجهات القوى الاقتصادية، التي تمتلك القدرة على تغيير مسار النقاش العام في ميادين العلم والتعليم. فالحرب بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية تُعد مثالًا حيًّا على كيفية إلقاء الصراعات البعيدة بظلالها على الثقافات والمؤسسات، فضلًا عن الأشخاص الذين قد يستخدمون سلطتهم لإعادة صياغة سردية مختلقة ومزورة عبر التأثير في المواقف الأكاديمية داخل فضاءات للتعليم والبحث.

والواقع أن هذا المركز يشكل نقلة تقنية وثقافية كبيرة، لا سيما لدى المقارنة مع ما كانت عليه الحال قديماً. إذ تطورت آليات نقل مناسك الحج تبعاً لواقع حال التطوّرات التي طرأت على المشهد الإعلامي والصحافي، ولم يبقَ من زمن النقل البطيء إلا ذكريات روّاد تلك المرحلة، وحرارة الانتظار التي كان يعيشها المسلمون حول العالم بانتظار أن يصل إليهم خبر يتيم عن أوضاع الحجاج في الأراضي المقدسة.

الجزء الأبرز من التغطية التفاعلية المرئية في عالم الإعلام اليوم، نشاهدها عبر البرامج المفتوحة وموجات البث المفتوح التي تعقب أحداثاً بعينها، غير أن هذه التغطية تقتصر على آراء المشاهدين وقد تخرج عن اضغط هنا السيطرة في كثير من الأحيان، ولا تكتسب صفة التغطية المهنية الرصينة التي نسعى بداية إليها، لأن التغطية تبدأ بالمعلومات ومن ثم الآراء والتعليقات وردود الأفعال.

– من الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أن مضايقة أصحاب النفوذ (و يقصد بالأساس العائلة الحاكمة والأشخاص المقربون منها، ورجال الأعمال وعلماء الدين) قد تضع الشخص في مواجهة مباشرة مع السلطات.

نلاحظ أيضًا التركيز المستمر على كلمة "الإرهابيين" كفئة محددة، وهو ما يعكس إستراتيجية خاصة لوصف الفلسطينيين وتقديمهم إلى الرأي العام الدولي بوصفهم "مجموعة خارجة عن القوانين الدولية والمواضعات الاجتماعية"؛ إذ يتمُّ تصنيف الطرف الآخر/الذات الفلسطينية بطريقة تعوق القارئ عن النظر إلى الصراع من منظور الوقائع الحقيقية.

كما يُجرِّد هذا الخطاب حماس من البعد الإنساني بسبب ما يُسمِّيها "الأعمال الإرهابية" التي قامت بها، وفي المقابل يُشَرْعِن للجيش الإسرائيلي "حق الدفاع عن نفسه". وهذا ما يُغيِّب -كما ذكر آنفًا- البعد السياقي للصراع وجذوره وأسبابه؛ إذ تتجاهل التغطية الإخبارية جوهر المشكلة التي تتمثَّل في الاحتلال ورغبة الذات الفلسطينية في مقاومته ودحره عن أرضها.

أستاذ اللسانيات وتحليل الخطاب بكلية الآداب والفنون والإنسانيات في جامعة منوبة، تونس.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *